سياسة قسم اللغة العربيّة

السبت، 13 يونيو 2015

الفنّان جورج خبّاز عرّاب باكورة الأنشطة المسرحيّة في قسم اللغة العربيّة




حرّك النشاط المسرحيّ المتواضع الإمكانات الماديّة، والغنيّ بحماسة التلاميذ، المياه التي ظنّ كثرٌ أنّها راكدة لا حياة فيها، وراهنوا على أنّها ستبقى كذلك، ما دامت اللغة العربيّة، في رأيهم، بعيدة عن اهتمام بعض الأهل وأكثر التلاميذ...
ومرّة جديدة، كان النجاح حليفنا لأنّنا راهنّا على أمور ثلاثة:
1- اللغة العربيّة بإرثها اللبنانيّ حيّة، وقادرة على تجديد نسغ الحياة في أيّ مكان وزمان.
2- التلامذة كنز من الحركة والطاقة المبدعة إن وثقنا بهم وجعلنا أنفسنا في تصرّفهم، جامعين بين المحبّة والالتزام.
3- المسرح لبّ الحركة التعليميّة وقلبها النابض، وهو ليس مادّة دراسة جافّة وجامدة وملصقة بالمنهج.

انطلاقًا من ذلك، خضنا، في قسم اللغة العربيّة، مغامرة الخروج عن صنميّة المنهج، وقرّرنا الجمع بين متعتين: المطالعة والتمثيل. فاخترنا مجموعة ميخائيل نعيمة القصصيّة "أكابر"، وطلبنا من التلامذة أن يختاروا منها قصصًا، يمسرحونها، لغة وأداء وإخراجًا، لتقدّم في نهاية السنة. ثمّ اخترنا الفنّان جورج خبّاز ليكون عرّاب هذه الانطلاقة/ المغامرة، لمعرفتنا بمكانته في قلوب تلامذتنا أوّلًا، ولاحترامنا وتقديرنا مكانته الفنيّة الراقية والجديّة والجامعة.
وافق الفنّان جورج خبّاز على خوض المغامرة معنا، مع معرفته بأنّ العمل مع هواة لم يكتبوا نصًّا مسرحيًّا من قبل، ولم يقفوا على خشبة المسرح، ولا يواكبهم أيّ متخصّص في المسرح. لكنّنا لم نخبره أنّ بينهم من يعاني من صعوبات تعلّميّة، لثقتنا بأنّ المسرح هو الحلّ.
وهكذا كان اللقاء الأوّل مع الأستاذ خبّاز. تمّ فيه إطلاق المشروع والاتفاق على أن يعود في لقاء ثانٍ ليشاهد العروض المسرحيّة ويسلّم الجوائز لأفراد الفريق الرابح (كناية عن مئة ألف ليرة لبنانيّة لكلّ مشارك في المشهد الناجح، وشهادة تقدير لكلّ تلميذ سواء من الرابحين أو لا).
بعد نحو شهرين من اللقاء الأوّل، حلّ الفنّان خبّاز ضيفًا في مسرح المدرسة المتواضع، وشاهد سبعة أعمال ممسرحة لسبع قصص لنعيمة هي: على االله، أكابر، موعدان، الهديّة، عابر سبيل، صادق، علبة كبريت. وكانت النتيجة مذهلة جعلت الأستاذ خبّاز يشيد بالجميع على جهودهم ويضع نفسه في تصرّف التلامذة لأيّ عمل مسرحيّ مستقبليّ.
ومع فخرنا واعتزازنا بجهود التلامذة والأستاذين نسيب الفغالي وإيلي عوّاد، لا بدّ من توضيح النقاط الآتية:

1- إنّ تزامن هذا النشاط مع أنشطة مدرسيّة أخرى كثيرة مع نهاية السنة، جعلتنا ننقل العمل من مسرح المبنى B، إلى مسرح المبنى A الذي تعمل المدرسة على تجديده وتحديثه لمواكبة الأنشطة المدرسيّة.

2- الأستاذان نسيب الفغالي وإيلي عوّاد، اللذان واكبا عمل التلامذة، غير متخصّصين بالعمل المسرحيّ، فقدّمت لهما مشكورة السيّدة أنيتا سويد المساعدة الكبيرة القيّمة.

3- بسبب ضيق الوقت، والقلق الذي يرافق أيّ عمل أوّل، اكتفينا بدعوة الأهل عبر أولادهم، ولم ندعُ مجتمع المدرسة ككلّ، على أمل أن يكون النشاط الذي نعدّه مع التلامذة أنفسهم للسنة المقبلة متاحًا أكثر لجمهور الأهل والتلامذة والجسم التعليميّ. (مسرحة رواية الرغيف لتوفيق يوسف عوّاد في مناسبة مئويّة المجاعة الكبرى)

ويطيب لي في هذه المناسبة، أن أشكر بداية حضرة الأب الرئيس كبريال تابت على دعمه أنشطتنا الثقافيّة، وأتوجّه بالامتنان من حضرة الأب القيّم جوزف شربل، والأب كريم حدّاد مدير القسم الثانويّ، على مساعدتنا في تسيير شؤون العمل.
وأخصّ بالتقدير والامتنان الفنّان جورج خبّاز الذي قدّم لنا وقته ونصائحه، وكان أكثر إصرارًا منّا على إتمام العمل.
وإنّي، إذ أعرف أنّ عددًا من التلامذة امتنع عن دعوة الأهل، أشكر من وصلته الدعوة، فلبّى وشاركنا فرحتنا بعمل يعود الفضل في نجاحه أوّلًا وآخرًا إلى التلامذة أنفسهم.

وأشكر كذلك:

1- الأستاذ نسيب الفغالي الذي، فضلًا عن عمله مع تلامذته، تابع الاتصالات مع الفنّان جورج خبّاز، ونسّق العمل معه.
2- الأستاذ إيلي عوّاد، الذي فضلًا عن عمله مع تلامذته، أمّن التغطية الصحفيّة للعمل عبر دار الصيّاد المشكورة على الاهتمام بأنشطة المدرسة.
3- السيّدة أنيتّا سويد على تطوّعها لتمرين التلامذة في الإخراج والتمثيل وإعداد المشاهد.
4- السيّدة ريمونا بطرس التي زوّدتنا بأكثر الصور، وكانت حاضرة على وضع اللمسات الأخيرة.
5- السيّدة ميّادة أبي خليل التي واكبت العمل عمليًّا عبر إعداد المطبوعات وأغراض الديكور والشهادات والتصوير…
6- معلّمات اللغة العربيّة اللواتي ساعدن في الاستقبال والتنظيم.
7- الزملاء والزميلات الذين هنّأونا، وأخصّ بالذكر مديرة الحلقة الثانية من التعليم الأساسيّ السيّدة جهينة أبي خليل التي شرّفتنا بحضورها وأثنت على العمل وكانت فخورة جدًّا بالتلامذة.

8- فريق العمل التقنيّ في الصيانة والمطبخ الذي أمّن لنا جوًّا لائقًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق