الخَيْمَة
في
أَوَّلِ الصَّيفِ الماضي هَجَرْتُ البَيْتَ إلى السَّطْح. وَضَرَبْتُ
لي خَيْمَةً عَلَيْه، ما نَفَذَتْ إِليها أَشِعَةُ الشّْمسِ إلاّ بِمِقدارِ
ما أَحْبَبْتُ وَاشْتَهَيْتُ، وَلا فارَقَ الْهَواءُ المُنْعِشُ جَنَباتِها حَتّى
في أوْقاتِ الحَرِّ الشَّديدِ، ولا دَنا مِنْها أَحَدٌ مِنْ دونِ مُوافَقَتي.
دَعَوْتُ يَوْمًا إِلَيْها رَفيقًا لي، فاستَلْقى أَمامَ بابِها عِنْدَ
الغُروبِ، وَراحَ يُراقِبُ الرِّجالَ الَّذينَ تَجَمَّعوا في السّاحةِ،
والنِّساءَ اللَّواتي لَحِقْنَ بِهِمْ لِلاحْتفالِ بِعيدِ الْقِطاف.
وَعِنْدَما
زارَتْ أُخْتايَ خَيْمَتي في أَواخِرِ أَيلولَ، وَسَهِرتا مَعي،
كانَ الطَّقْسُ قَدْ بَرَدَ، فَسَأَلْتُهُما: أَبَرَدْتُما؟ فَقالَتا: لَقَدْ
تَحَسَّبْنا لِلبَرْدِ فلبسنا كَنْزاتٍ صوفِيَّة.
عَنْ
خليل تقيّ الدّين
أعرب ما تحته خط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق